انضموا للتطوع

    30% وما فوق من المقيمين في بيت درور هم من المجتمع العربي، دائما ما نبحث عن مرشدين ومرشدات للعمل معنا. تواصلوا معنا. هنالك انواعٌ عديدةٌ من مجالات التطوع، ويحمل كل مجال المتطلبات الخاصة به. اختاروا المجال الذي تفضلون قوموا بتعبة الاستمارة وستتواصل معكم مركزة المتطوعين\ات في بيت درور من اجل المقابلة الشخصية.

    ها هو الباب.

    منذ عام وشهرين أقف أمام هذا البابِ، مرةً واحدةً في الأسبوع، 3 دقائق قبل الساعة 18:00 بالضبط. اَخذ نفسًا عميقًا، املأ رئتيَّ بالهواء. أقوم بفعل هذا مرتين. احول هاتفي للوضع الصامت، وأضعه في حقيبتي. وبعدها أقوم بدق الجرس  

    هذا الطقس الصغير الذي لا يشاركني به أحد، هو طقسٌ انتقاليٌّ. يمثل الانتقال من الخارج إلى الداخل، والانتقال من المتاعب والأفراح الشخصية إلى متاعب وأفراح الآخرين، والانتقال من حياتي اليومية إلى الحياة اليومية لأشخاصٍ أخرين. الانتقال من حياتي إلى حياة اشخاصٍ أصغر مني سنًا، ولكنهم أكبر مني بجوانبٍ عديدةٍ، أشخاصٌ منحهم العالم أقل بكثير مما يستحقون ولكنهم يكافحون بإصرار جدير بالتقدير. 
    هذا الباب هو باب بيت درور، الذي أقيمَ خصيصًا من أجل أبناء الشبيبة من مجتمع الميم المتواجدين في ضائقة. يأتون الي هنا فتيان وفتيات الذين تم طردهم من بيوتهم. يوفر بيت درور ثلاث وجبات في اليوم، مكان للنوم، وحمام دافئ، بالإضافة الى علاجات نفسية في الحالات اللازمة لذلك، ستطلقون على بيت درور “نُزُلْ علاجي” ولكنني أقول بانه منزل، وذلك منذ أن قال لي أحد الفتيان في بيت درور بأن أتوقف عن مناداة منزله نزل علاجي.  

    انا لا أعمل في بيت درور، بل أتطوع، مرة في الاسبوع ولمدة خمس ساعات. 

    أصل الى هنا، بكل الاحوال، عندما يكون المطر غزيرا، او في الحر الشديد، أصل بعد ليلة طويلة دون طاقة، او يقظة ومتحمسة للعمل، أصل سعيدةً ومبهجةً، او عصبيةً للغاية. مليئةً بالطاقة او دون اي طاقة بتاتا. دائما ما أصل الى هنا، مرة واحدة في الأسبوع، عندما يكون ذلك مناسبًا لي وعندما يكون ذلك غير مناسبٍ تمامًا.

    آتي الى هنا لأن “لدي التزام” ولأن “التطوع مهم” ولأنه “إذا كان لديك الخيار فلماذا لا؟” ولجميع الأسباب الجيدة ولكن هنالك أسباب أخرى أيضا. آتي الى هنا لأنني أحبهم\ن، آتي لأنهم\ن رائعون\ات، حتى عندما اتعصب بسببهم\ن، لأنهم\ن اذكياء حتى عندما يدعون عدم المعرفة، لأنهم\ن رائعون حتى عندما يصعب احتوائهم\ن, آتي الى هنا لأنهم\ن يستحقون ذلك، يستحقون المحبة، والاعتناء يستحقون التقدم بالحياة، أن يشرحوا لهم\ن وأن يوجهوهم\ن، يستحقون الأذن الصاغية، يستحقون كل ما يستحقه أي شخص اخر، آتي الى هنا لأنه لشرف عظيم بأن أكون جزءًا صغيرًا من هذا المكان الذي يقوم بعملٍ مقدسٍ على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع حيث تغيب او فشل الاخرون. 

    العمل التطوعي ليس للجميع. لكن في حال انكم\ن ترغبون بالتطوع، تعالوا وتطوعوا معنا 

    أور صوفر، متطوعة مسائيّة