وصلت الى بيت درور في الساعة الثانية ليلًا. استقبلتني فتاة بشعر مموّج، بدت مثل الملاك. اخبرتها بأنني لا املك المال، ولكنها اجابتني، “لا حاجة للمال هنا، مرحبٌ بك بكلِ سرور”. صلاح، 16.5، شاب مثلي الجنس، من قرية عربية في المثلث.
وصلت الى بيت درور في الساعة الثانية ليلًا. استقبلتني فتاة بشعر مموّج، بدت مثل الملاك. اخبرتها بأنني لا املك المال، ولكنها اجابتني، “لا حاجة للمال هنا، مرحبٌ بك بكلِ سرور”. صلاح، 16.5، شاب مثلي الجنس، من قرية عربية في المثلث.
نشأت كعربي مسلم في قرية صغيرة. لقد نشأت وأنا أعلم أن المثلية الجنسيّة هي مرض، شتيمة وكارثة. كبرتُ وانا في حيرة ٍمن أمري، محبطٌ لأنني لا أعرف من انا، وماذا أكون. فانا لا املك ثديين مثل النساء، وجسدي هو جسد رجل. ولكنني لست رجوليًا مثل باقي رجال القرية. وصلت الى سن المراهقة، ووجدت نفسي بعمر السادسة عشر، أخرج من قريتي الى وسط تل ابيب، لا أتكلم اللغة العبرية، لا أملك الطعام او المال. بلا أي مأوى ولا أعلم الى أين ستؤول أحوالي. ثم أتصل بي شابٌ كنت واقعًا في غرامه. أجبته وبدأتُ بالبكاء، قال لي “لا تقلق، فأنا اعلم مكانًا سيساعدك” في البداية ظنت بأنه يقول لي هذا فقط من أجل أن اهدأ لا غير، ولكنه أوصلني لبيت درور. كنتُ في حالةٍ من الصدمة، منزلٌ دافئ؟ وجبات طعام؟ محبة؟ لم أستطع تصديق هذا. وصلت الى بيت درور في الساعة الثانية ليلًا. استقبلتني فتاة بشعر مموّج، بدت مثل الملاك. وجدتني أجلس أمام طاولةٍ مليئةٍ بأنواعٍ عديدةٍ من الطعام والخبز، لم أصدق ذلك، بكيتُ وأخبرتها بأنني لا املك المال، ولكنها اجابتني، “لا حاجة للمال هنا، مرحبٌ بك بكلِ سرورٍ”. بدأت رحلتي في بيت درور قبل ثلاثة عشر عامًا. في بيت درور علمت بأنني لست مريضًا، وبأنه لا حاجة لشيخٍ لعلاجي. لأنني لست بحاجة الى العلاج.
حدد لي بيت درور هدفًا واضًحا. اعدت ضبت ذاتي. ساعدني بيت درور بتحمل المسؤولية. أصبحت واعيًا وأدركت بأن هذه هي فرصتي للنجاح. بعد رحلةٍ طويلةٍ استمرت 13 عامًا ها انا اليوم، شخصٌ مستقلٌ، راضٍ، اتحدث ثلاث لغاتٍ، اعمل في مجالٍ احبه، أمارس الرياضة وأحب جسدي كما هو. والأهم من هذا كلهِ اشعر بأنني ذاتي، مثليٌ فخورٌ وواثق بنفسي. أعطاني بيت درور حبًا مجانيًا، وآمن بي وبقدراتي. بفضل بيت درور، لدي عائلةُ وبيئةُ داعمةُ، تحبني كما أنا، مثليٌ عربيٌ ومسلمٌ. أشكر القدر الذي اوصلني الي بيت درور.
يقول البعض بانه لا يمكن أن تختار عائلتك، ولكنني مثالٌ حيٌ على عكس ذلك. أخترت عائلتي، أخترت بيت درور، وبإمكانك فعل ذلك أيضا.