“والدك في طريقه الي هنا” صرخت من خلف الباب، “لقد اخبرته، سوف يقضي عليك، لماذا انجبتك، لماذا؟ جاي، 17.5، من شمال البلاد
مرحبا، اسمي جاي، عمري 17.5، أسكن في مدينةٍ في شمال البلاد. ابي يعمل في البلدية في منصبٍ مهمٍ، ويعرفه كل من في البلدة، وبذلك يعرفون عائلاتنا ايضًا. امي تعمل كمساعدةٍ في احدى الحضانات. أنا أصغر فرد في العائلة وأملك ثلاثة إخوة وأختين أكبر مني.
دعوني أخبركم قصتي، علمت دائما بأنني هكذا، أقصد مثليّ، علمت دائما ما الذي اريده وما الذي احبه، والأهم من هذا علمت من أحب. ولكنني كنت خائفًا من هذه المشاعر كما أخاف النار، شعرت بأنني مريضٌ، لم افهم لم يحدث لي كل هذا.
كنت اخاف من ابي، في المنزل وفي المدرسة كلمة مثليّ هي شتيمة قاسية جدا… ابي… لا اعلم… اليوم أفهم بأن ابي كان عنيفًا جدًا، كان يضربنا انا، اخوتي واخواتي لأتفه الأسباب.
كنتُ في الرابعة عشر من عمري عندما قَبّلتُ فتىً اخر للمرة الاولى. كنتُ في الصف العاشر. علمتُ أن نهايتي ستكون قريبةَ في اليوم الذي يعلم فيه والديَّ عن حقيقتي. ولذلك قررت بأن أصبح فتىً سيءً، سيءٌ ومشاغبٌ. استمعتُ لموسيقى صاخبة، جربت أنواعًا عديدةً من السموم والمخدرات، فعلتُ كل شيءٍ من أجل ان أعاقب او أن يضربني أبي، فعلت الكثير من اجل إخفاء حقيقتي.
استخدام السموم والمخدرات تدخلك الى دوائر ومجموعات معيّنة، لم افهم لماذا عليّ أن أتحمل كل هذه المعاناة.
شعرت بأنني في المنزل، للمرة الاولى في حفلة للشباب في حيفا، وشعرت بأن كل الامور على ما يرام ومثلما اردت تماما، كنت محاطا بفتيان يشبهونني. من بعدها بدأت بالذهاب الى مجموعة شبابية فخورة في المنطقة، هنالك قابت (موتي) ودخلنا في علاقة معًا، يعيش موتي في بلدة قرب بلدتي، كنا دائما نستخدم سيارة والديه، بعد ثلاثة أشهر لم أعد أحتمل، قررت أن أتحدث مع امي. عليها أن تسمعني، ستساعدني في شرح موقفي لأبي، اقتربت امتحانات البجروت وأردت انهاء كل هذا.
لقد كان مساءً مروعًا جدًا.
كان من المفروض أن يعود أبي في وقت متأخر من اليل، وأمي كانت تشاهد التلفاز، توجهت اليها، واخبرتها بأنني أريد التحدث معها، رجفت طوال الوقت، وضمتني اليها.
ما الذي يحدث؟ أخبرني؟ “انا مثليّ، لدي صديق، وسأمت من إخفاء هذا”. يمكن وصف كل ما حدث على أنه كابوس سيء
قامت أمي بدفعي للخلف، تعابير وجهها كانت مروعة للغاية. صرخت بصوت لم اسمعه من قبل، “لن تُدخل هذه الامراض الي بيتي” صدمتني ردة فعلها، بدأت بدفعي للطابق الثاني، الى غرفتي، لم أستطع الوقوف على قدميّ شعرت بأنني ضعيف، لم افهم ماذا يحدث، وفجأة اكتشفت بأنها حبستني في غرفتي وأقفلت الباب من الخارج، انهرت بكاءً ناديتها مرارًا “امي، امي” ناديت بكل قوتي، شعرت بأن كل شيء تدمر.
اتصلت امي بأبي، وصرخت بأعلى صوتها أن يأتي حالا الى البيت. “والدك في طريقهِ الي هنا” صرخت من خلف الباب، “لقد اخبرته، سوف يقضي عليك، لماذا أنجبتك، لماذا
لم أعلم من أين استجمعت قواي، ولكنني اقتربت من النافذة وقفزت، لويت كاحلي أثر القفزة.
هاتفي كان معي، واتصلت بمرشدتي، بكيت، بالكاد استطعت أن اشرح لها موقفي. كان المطر غزيرًا، وصلتْ الي بعد نصف ساعة واخذتني الى منزلها، وفي نفس الليلة تواصلتْ مع مديرة بيت درور. وقد وصلت الي بيت درور في اليوم التالي.