“قال لي والدي بنبرة هادئة وبسيطة إنني لن أستطيع العيش في المنزل إذا كنت مثليّة” نوعا، 16 سنة، من عائلة يهودية في مركز البلاد.

    مرحبًا، اسمي نوعا، عمري 16 عامًا. عشت طوال حياتي في شارع رائع مع اخوتي واهلي. لكن سن المراهقة لم تكن سعيدة، شعرت بسن مبكرة بالاختلاف عن أصدقائي في بلدتي. اهتماماتي كانت مختلفة عنهم\ن، وبالأخص الاهتمام بالجنس الاخر. كان لدي الكثير من الأصدقاء ولكنني لم أفكر أبدًا في أن تقبيلهم سيكون ممتعًا…

    بدأت اشعر بالاختلاف شيئًا فشيئًا، ولكنه لم يكن اختلاف جيدًا. بعض الفتيات بدأوا بمناداتي بالألقاب، وبدأت انتبه أكثر لرأي اهلي باختلافي، وبرأيهم بالأشخاص المختلفة في ميولهم الجنسية بشكل عام. دون الربط بين الاحداث. اذكر مرة بان امي وصفت مثليّة جنسيا بالتلفاز بانها مريضة، وقالت انها تشعر بالأسف “لهؤلاء الأشخاص” وانا كنت ارتعد في الزاوية وكأن شخصًا ما يعصر دمي من قلبي. وأدركت وقتها بأنني وحيدة.   

    ومع الوقت فهمت بأنني مثليّة، وبانه في أحد الايام سيتركني كل الأشخاص المهمين في حياتي، شعرت كأنني وحش، او شخص منحرف. وبأنني في يومٍ سيبتعد عني كل الأشخاص المهمين في حياتي….  

    احط نفسي بفقاعة. لم اسمح باي نوع من المشاعر بدخول الفقاعة.  منعت نفسي من الشعور بالحب بأي ثمن حتى لا أدفعه لاحقًا. علمت جاهدة من اجل ان احقق استقلاليتي. استثمرت كل جهودي بدراستي، كان عليّ ان ابذل قصارى جهدي في كل شيء افعله، حتى أتمكن في يوم من الايام من الوقوف وحدي. 

    لقد خنقني الشعور بالوحدة. ولم املك احدًا لمشاركته سري، كان والديًّ مشغولين بحياتهما المهنية، لم يلاحظوا بان فرحة الحياة اختفت مني منذ فترة طويلة. قررت قبل أسبوعين بأنني سأخبرهم بالحقيقة، لم اعد احتمل وحدتي. في ساعات المسيء في منتصف الأسبوع وجتهم في غرفة الصالون، كانا يجلسان وحدهما، قلت لهم: “اعتقد بأنني مختلفة، انا أحب البنات”. بدأت امي بالبكاء وتقول “هذا لا يحدث لي… هذا لا يحدث لي” شعرت باني دمي قد تجمد في هذه اللحظة. قال لي والدي بنبرة هادئة وبسيطة إنني لن أستطيع العيش في المنزل إذا كنت مثليّة. 

    لم يكن هنالك أي انهيار عصبي، في تلك اللحظة ذرفت دمعة واحدة. اعترف بأنني كنت مستعدة لهذه اللحظة، وقد لاءمت توقعاتي تماما. في اليوم التالي بحثت في الانترنت، ووصلت لبيت درور، هنا اكتشفت فتيات وفتان مثلي، يشعرون بالارتباك، ولم يجدوا أنفسهم\ن ببيئتهم\ن، يتلقون الدعم وحرية التعبير عن أنفسهم\ن دون الحوف من الرفض. لم اشعر بالارتباك لأول مرة منذ فترة طويلة، شعرت بأنني فريق العمل في بيت درور يريد سماع ما أقوله، شعرت بفرصةٍ للتخلص من الخوف والوحدة… وانا متأكدة بأنني على الطريق الصحيح.