في بيت درور أشعر أنني حقًا في المنزل. منزلٌ دافئٌ حيث يمكنك التحدث عن كل شيء، دون ترددٍ أو خوفٍ من أن يؤذيني شخص ما” ايتان، 17، من عائلة عربية من شمال البلاد

    اسمي إيتان (اسمٌ مستعارٌ)، وُلدتُ لعائلةٍ مركبةٍ ومعقدةٍ قليلًا، ذات قواعدٍ صارمةٍ للغاية – على أقل تقدير. عائلةٌ يصعب عليها تقبلي. ابنتهم ستصبح متحولًا جنسيًا، البنتُ التي توقعوا منها بأن تبقى ابنتهم ستصبح ابنهم. مررتُ بعدةِ إساءاتٍ ومحاولات تعنيفٍ لمنعي من السير بالطريق التي اخترتها لنفسي، عنفٌ جسديٌ ونفسيٌ. عنفٌ مستمرٌ وحتى محاولات جدية لإيذائي. لم يعد باستطاعتي التحمل، وقد وصل الامرُ الى حدهِ. قررت بألا استسلم او أن أتخلى عن طريقي. فهمت بأنني بحاجةٍ الى المساعدة المهنية، ولكنني خفت للغاية. كنت أفكر بانه إذا كانت عائلتي، الأشخاص الذين من المفترض بهم أن يحموني ويحبوني مهما كان الأمر، لا يقومون بفعل ذلك، فكيف يمكن للآخرين أن يقبلوني أو يساعدوني؟ ولكن هنالك بالفعل اشخاصُ طيبون في هذا العالم وسيفعلون أي شيء للمساعدة والدعم. 

    عن طريق بحثٍ صغيرٍ بالأنترنت، كما تفعلون أنتم الان، استطعت ان أصل الى العديد من الجمعيات والأشخاص الرائعين الذين يودون مساعدتي بإنهاء الكابوس الذي عشت به، قررت بان أتوجه لايجي (איגי)، قام أحد المتطوعين في ايجي بإخباري عن بيت درور. اردتُ الانضمام الي بيت درور بسبب كل الأمور الرائعة التي سمعتها عنهم، وكل الامور التي يقومون بها لمساعدة الفتيات والفتيان في بيت درور. 

    أذكر أول يوم لي في بيت درور، التقيت بمرشدتين رائعتين، جلسا معي لمحادثة تعارف (يقومون بها لكل فتى وفتاة في اول يوم له في بيت درور). لقد كانا بمنتهى الاصغاء، استمعا لكل كلمةٍ أردت قولها. قاما بالشرح عن بيت درور، وقوانين المنزل. في البداية ظننت أنني سأبقى في بيت درور لبعضُ الأيام وربما بعضُ الأسابيع. ومع مرور ألوقت تعرفت على طاقم العمل، المرشدين والمشردات وعلى جميع الفتيات والفتيان في بيت درور، وجميعهم\ن ساعدوني كي اشعر كأنني في منزلي. منزلٌ لا يتم به الحكم عليّ على خلفية هويتي الجنسية او الجندرية، منزلٌ دافئٌ حيث يمكنك التحدث عن كل شيء، دون ترددٍ أو خوفٍ من أن يؤذيني شخص ما. بالإضافة الى ذلك شعرت بأنني مجتهد بسبب الجدول الزمني الثابت في بيت درور. كان لدينا ساعات معينة للقاءات والفعاليات مع المرشدين\ات وحتى تم تنظيم ساعات الخروج من المنزل في نهايات الأسبوع والاعياد. عوضًا عن الوجبات الثلاث في اليوم، التي ناسبت جميع الحميات الغذائية من الخضريين، النباتيين والمحافظين.

    أتاح لي بيت درور بأن أخوض سيرورة العلاج وتحقيق حلمي. يهتم كل من مديرة بيت درور، طاقم العمل، المرشدين والمشردات بكل فتى وفتاة هنالك. دائما ما كانوا الاذن الصاغية، أحبوني واهتموا بي دون أي أحكام. بالإضافة الى ذلك رافقني بيت درور خلال الإجراءات الطبية التي خضعت لها. من أصغر الاستشارات الطبية وحتى جراحة القسم العلوي من جسدي. من حسن حظي انني مررت بالعملية اللازمة ومررت فترة الشفاء في بيت درور.  بفضل بيت درور وإصراري، أصبحت ما أنا عليه اليوم. اليوم، أنا في مكان أنظر فيه إلى حياتي بطريقة مختلفة تمامًا. لقد تعلمت أن أثق بالناس. وحتى بعد مرور عدة سنوات منذ ان كنت فتىً في بيت درور، ما زلت على تواصلٍ بجميع طاقم العمل والمسؤولين، بعض من قابلت في بيت درور هم أعز أصدقائي الان. ولذلك فلا تتخلوا عن هويتكم\ن ولا تخجلوا من طلب المساعدة.